نعم لنحن أفضل منكم أجرا إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحجيج ونفك العاني فنزلت هذه الآية قاله مقاتل في جماعة
وفي المراد بالعمارة قولان
أحدهما دخوله والجلوس فيه والثاني البناء له وإصلاحه فكلاهما محظور على الكافر والمراد من قوله ما كان للمشركين أي يجب على المسلمين منعهم من ذلك قال الزجاج وقوله شاهدين حال المعنى ما كانت لهم عمارته في حال إقرارهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم لأن كفرهم اذهب ثوابها
فان قيل كيف يشهدون على أنفسهم بالكفر وهم يعتقدون أنهم على الصواب فعنه ثلاثة أجوبة
أحدها أنه قول اليهودي أنا يهودي وقول النصراني أنا نصراني قاله السدي
والثاني أنهم ثبتوا على أنفسهم الكفر بعدولهم عن أمر النبي صلى الله عليه و سلم وهو حق لا يخفى على مميز فكانوا بمنزلة من شهد على نفسه
والثالث أنهم آمنوا بأنبياء شهدوا لمحمد صلى الله عليه و سلم بالتصديق وحرضوا على اتباعه فلما آمنوا بهم وكذبوه دلوا على كفرهم وجرى ذلك مجرى الشهادة على أنفسهم بالكفر لأن الشهادة هي تبيين وإظهار ذكرهما ابن الانباري
فان قيل ما وجه قوله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ولم يذكر الرسول والإيمان لا يتم إلا به فالجواب أن فيه دليلا على الرسول لقوله واقام الصلاة أي الصلاة التي جاء بها الرسول قاله الزجاج فان قيل فعسى ترج وفاعل هذه الخصال مهتد بلا شك فالجواب أن عسى


الصفحة التالية
Icon