والخامس أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أمر الناس بالجهاز لنصرة خزاعة على قريش قال أبو بكر الصديق يا رسول الله نعاونهم على قومنا فنزلت هذه الآية ذكره أبو سليمان الدمشقي
قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين
قوله تعالى قل إن كان آباؤكم الآية في سبب نزولها ثلاثة اقوال
أحدها أنها نزلت في الذين تخلفوا مع عيالهم بمكة ولم يهاجروا قاله أبو صالح عن ابن عباس
والثاني أن علي بن أبي طالب قدم مكة فقال لقوم ألا تهاجرون فقالوا نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا فنزلت هذه الآية قاله ابن سيرين
والثالث أنه لما نزلت الآية التي قبلها قالوا يا رسول الله إن نحن اعتزلنا من خالفنا في الدين قطعنا آباءنا وعشيرتنا وذهبت تجارتنا وخربت ديارنا فنزلت هذه الآية ذكره بعض المفسرين في هذه الآية وذكره بعضهم في الآية الأولى كما حكيناه عن ابن عباس فأما العشيرة فهم الأقارب الأدنون وروى أبو بكر عن عاصم وعشيراتكم على الجمع قال أبو علي وجهه أن كل واحد من المخاطبين له عشيرة فاذا جمعت قلت عشيراتكم وحجة من افرد أن العشيرة واقعة على الجمع فاستغنى بذلك عن جمعها وقال الأخفش لا تكاد