إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم
قوله تعالى إلا تنصروه أي بالنفير معه فقد نصره الله إعانة على أعدائه إذ أخرجه الذين كفروا حين قصدوا إهلاكه على ما شرحنا في قوله وإذ يمكر بك الذين كفروا فأعلمهم أن نصره ليس بهم
قوله تعالى ثاني اثنين العرب تقول هو ثاني اثنين أي أحد الاثنين وثالث ثلاثة أي أحد الثلاثة قال الزجاج وقوله ثاني اثنين منصوب على الحال المعنى فد نصره الله أحد اثنين أي نصره منفردا إلا من أبي بكر وهذا معنى قول الشعبي عاتب الله أهل الأرض جميعا في هذه الآية غير أبي بكر وقال ابن جرير المعنى أخرجوه وهو أحد الاثنين وهما رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر فأما الغار فهو ثقب في الجبل وقال ابن فارس الغار الكهف والغار نبت طيب الريح والغار الجماعة من الناس والغاران البطن والفرج وهما الأجوفان يقال إنما هو عبد غاريه قال الشاعر... ألم تر أن الدهر يوم وليلة... وأن الفتى يسعى لغاريه دائبا...
قال قتادة وهذا الغار في جبل بمكة يقال له ثور قال مجاهد مكثا فيه ثلاثا وقد ذكرت حديث الهجرة في كتاب الحدائق قال أنس بن مالك


الصفحة التالية
Icon