فان قيل ما وجه المناسبة بين قوله إلا هو آخذ بناصيتها وبين كونه على صراط مستقيم فعنه جوابان
أحدهما أنه لما أخبر أنه آخذ بنواصي الخلق كان معناه أنهم لا يخرجون عن قبضته فأخبر أنه على طريق لا يعدل عنه هارب ولا يخفي عليه مستتر
والثاني أن المعنى أنه وإن كان قادرا عليهم فهو لايظلمهم ولايريد إلا العدل ذكرهما ابن الأنباري
فان تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شىء حفيظ
قوله تعالى فان تولوا فيه قولان
أحدهما أنه فعل ماضي معناه فان أعرضوا فعلى هذا في الآية إضمار تلخيصه فان أعرضوا فقل لهم قد أبلغتكم هذا مذهب مقاتل في آخرين
والثاني أنه خطاب للحاضرين وتقديره فان تتولوا فاستثقلوا الجمع بين تاءين متحركتين فاقتصر على إحدهما وأسقطت الأخرى كما قال النابغة... المرء يهوى أن يعيش... وطول عيش قد يضره