ثم إن الله تعالى أخبرهم عن قدرته ردا على منكري البعث فقال الله يعلم ما تحمل كل أنثى أي من علقة أو مضغة أو زائد أو ناقص أو ذكر أو أنثى أو واحد أو اثنين أو أكثر وما تغيض الأرحام أي وما تنقص وما تزداد وفيه أربعة أقوال
أحدها ما تغيض بالوضع لأقل من تسعة أشهر وما تزداد بالوضع لأكثر من تسعة أشهر رواه الضحاك عن ابن عباس وبه قال سعيد بن جبير والضحاك ومقاتل وابن قتيبة والزجاج
والثاني وما تغيض بالسقط الناقص وما تزداد بالولد التام رواه العوفي عن ابن عباس وعن الحسن كالقولين
والثالث وما تغيض بإراقة الدم في الحمل حتى يتضاءل الولد وما تزداد إذا أمسكت الدم فيعظم الولد قاله مجاهد
والرابع ما تغيض الأرحام من ولدته من قبل وما تزداد من تلده من بعد روي عن قتادة والسدي
قوله تعالى وكل شيء عنده بمقدار أي بقدر قال أبو عبيدة هو مفعال من القدر قال ابن عباس علم كل شيء فقدره تقديرا
قوله تعالى عالم الغيب والشهادة قد شرحنا ذلك في الأنعام ٦ و الكبير بمعنى العظيم ومعناه يعود إلى كبر قدره واستحقاقه صفات العلو فهو أكبر من كل كبير لأن كل كبير يصغر بالإضافة إلى عظمته ويقال الكبير الذي كبر عن مشابهة المخلوقين
فأما المتعال فقرأ ابن كثير المتعالي بياء في الوصل والوقف وكذلك


الصفحة التالية
Icon