ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم يايئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب
قوله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال سبب نزولها أن مشركي قريش قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم لو وسعت لنا أودية مكة بالقرآن وسرت جبالها فاحترثناها وأحييت من مات منا فنزلت هذه الآية رواه العوفي عن ابن عباس وقال الزبير بن العوام قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم ادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنزرع أو يحيى لنا موتانا فنكلمهم أو يصير هذه الصخرة ذهبا فتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فقد كان للأنبياء آيات فنزلت هذه الآية ونزل قوله ومامنعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون الاسراء ٥٩ ومعنى قوله أو قطعت به الأرض أي شققت فجعلت أنهارا أو كلم به الموتى أي أحيوا حتى كلموا
واختلفوا في جواب لو على قولين
أحدهما أنه محذوف وفي تقدير الكلام قولان أحدهما أن تقديره لكان هذا القرآن ذكره الفراء وابن قتيبة قال قتادة لو فعل هذا بقرآن غير قرآنكم لفعل بقرآنكم والثاني أن تقديره لو كان هذا كله لما آمنوا