يظلمون بالشرك فأصابهم سيئات ما عملو أي جزاؤها قال ابن عباس جزاء ما عملوا من الشرك وحاق بهم قد بيناه في الأنعام ١٠ والمعنى أحاط بهم ما كانوا به يستهزؤن من العذاب وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلى البلاغ المبين ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين إن تحرص على هديهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين
قوله تعالى وقال الذين أشركوا يعني كفار مكة لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء يعين الأصنام أي لو شاء ما أشركنا ولا حرمنا من دونه من شيء من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام والحرث وذلك أنه لما نزل وماتشاؤون إلا أن يشاء الله الدهر ٣٠ قالوا هذا على سبيل الاستهزاء لا على سبيل الاعتقاد وقيل معنى كلامهم لو لم يأمرنا بهذا ويرده منا لم نأته
قوله تعالى كذلك فعل الذين من قبلهم أي من تكذيب الرسل وتحريم ما أحل الله فهل على الرسل إلا البلاغ المبين يعني ليس عليهم إلا التبليغ فأما الهداية فهي إلى الله تعالى وبين ذلك بقوله ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أي كما بعثناك في هؤلاء أن اعبدوا الله أي وحدوه واجتنبوا الطاغوت وهو الشيطان فمنهم من هدى الله أي أرشده