المهاجرين عطاءه قال خذ بارك الله لك فيه هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ذخر لك في الآخرة أفضل ثم يتلو هذه الآية
ثم إن الله أثنى عليهم ومدحهم بالصبر فقال الذين صبروا أي على دينهم لم يتركوه لأذى نالهم وهم في ذلك واثقون بربهم وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون
قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا قال المفسرون لما أنكر مشركو قريش نبوة محمد صلى الله عليه و سلم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فهلا بعث إلينا ملكا فنزلت هذه الآية والمعنى أن الرسل كانوا مثلك آدميين إلا أنهم يوحى إليهم وقرأ حفص عن عاصم نوحي بالنون وكسر الحاء فاسألوا يامعشر المشركين أهل الذكر وفيهم أربعة أقوال
أحدها أنهم أهل التوراة والإنجيل قاله أبو صالح عن ابن عباس والثاني أهل التوراة قاله مجاهد والثالث أهل القرآن قاله ابن زيد والرابع العلماء بأخبار من سلف ذكره الماوردي
وفي قوله تعالى إن كنتم لا تعلمون قولان
أحدهما لا تعلمون أن الله تعالى بعث رسولا من البشر
والثاني لا تعلمون أن محمدا رسول الله فعلى القول الأول جائز أن