قال ابن قتيبة حجراته أي جوانبه يريد أن حوافر الخيل قد قلعت الأكم ووطئتها حتىخشعت وانخفضت فأما الشمس والقمر والنجوم فألحقها جماعة بمن يعقل فقال أبو العالية سجودها حقيقة ما منها غارب إلا خر ساجدا بين يدي الله عز و جل ثم لا ينصرف حتى يؤذن له ويشهد لقول أبي العالية حديث أبي ذر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد حين وجبت الشمس فقال يا أبا ذر تدري أين ذهبت الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز و جل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها فكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع إلى مطلعها فذلك مستقرها ثم قرأ والشمس تجري لمستقر لها يس ٣٨ أخرجه البخاري ومسلم وأما النبات والشجر فلا يخلو سجوده من أربعة أشياء
أحدها أن يكون سجودا لا نعلمه وهذا إذا قلنا إن الله يودعه فهما والثاني أنه تفيؤ ظلاله والثالث بيان الصنعة فيه والرابع الانقياد لما سخر له
قوله تعالى والملائكة إنما أخرج الملائكة من الدواب لخروجهم بالأجنحة عن صفة الدبيب
وفي قوله وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون قولان
أحدهما أنه من صفة الملائكة خاصة قاله ابن السائب ومقاتل
والثاني أنه عام في جميع المذكورات قاله أبو سليمان الدمشقي


الصفحة التالية
Icon