قوله تعالى الذين يصدون عن سبيل الله قد تقدم تفسيرها في الأعراف ٤٥
قوله تعالى وهم بالآخرة هم كافرون قال الزجاج ذكرت هم ثانية على جهة التوكيد لشأنهم في الكفر أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون
قوله تعالى أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض قال ابن عباس لم يعجزوني أن آمر الأرض فتخسف بهم وما كان لهم من دون الله من أولياء أي لا ولي لهم ممن يعبدون يمنعهم مني وقال ابن الأنباري لما كانت عادة العرب جارية بقولهم لا وزر لك مني ولا نفق يعنون بالوزر الجبل والنفق السرب وكلاهما يلجأ إليه الخائف أعلم الله تعالى أن هؤلاء الكافرين لا يسبقونه هربا ولا يجدون ما يحجز بينهم وبين عذابه من جميع ما يستر من الأرض ويلجأ إليه قال وقوله من أولياء يقتضي محذوفا تلخيصه من أولياء يمنعونهم من عذاب الله فحذف هذا لشهرته
قوله تعالى يضاعف لهم العذاب يعني الرؤساء الصادين عن سبيل الله وذلك لإضلالهم أتباعهم واقتداء غيرهم بهم وقال الزجاج لم يكونوا معجزين في الأرض أي في دار الدنيا ولا لهم ولي يمنع من انتقام الله ثم استأنف يضاعف لهم العذاب لعظم كفرهم بنبيه وبالبعث والنشور
قوله تعالى ما كانوا يستطيعون السمع فيمن عني بهذا قولان
أحدهما أنهم الكفار ثم في معناه ثلاثة أقوال أحدها أنهم لم يقدروا