قوله تعالى وأورثناها بني إسرائيل وذلك أن الله تعالى ردهم إلى مصر بعد غرق فرعون وأعطاهم ما كان لفرعون وقومه من المساكن والأموال وقال ابن جرير الطبري إنما جعل ديار آل فرعون ملكا لبني إسرائيل ولم يرددهم إليها لكنه جعل مساكنهم الشام فأتبعوهم مشرقين فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين إن في ذلك لآية وما كان اكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
قوله تعالى فأتبعوهم قال ابن قتيبة لحقوهم مشرقين أي حين شرقت الشمس أي طلعت يقال أشرقنا دخلنا في الشروق كما يقال أمسينا وأصبحنا وقرأ الحسن وأيوب السختياني فاتبعوهم بالتشديد
قوله تعالى فلما تراءى الجمعان وقرأ أبو رجاء والنخعي والأعمش تراأى بكسر الراء وفتح الهمزة أي تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه
قوله تعالى كلا أي لن يدركونا إن معي ربي سيهدين أي سيدلني على طريق النجاة
قوله تعالى فانفلق فيه إضمار فضرب فانفلق أي انشق الماء اثني عشر طريقا فكان كل فرق أي كل جزء انفرق منه وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وعاصم الجحدري كل فلق باللام كالطود وهو الجبل