ثم إن الله عز و جل أنكر على الخائضين في الإفك بقوله لولا إذ سمعتموه أي هلا إذ سمعتم أيتها العصبة الكاذبة قذف عائشة ظن المؤمنون من العصبة الكاذبة وهم حسان ومسطح والمؤمنات وهي حمنة بنت جحش بأنفسهم وفيها ثلاثة أقوال
أحدها بأمهاتهم والثاني بأخواتهم والثالث بأهل دينهم لان المؤمنين كنفس واحدة وقالوا هذا إفك مبين أي كذب بين وجاء في التفسير أن أبا أيوب الأنصاري قالت له أمه ألا تسمع ما يقول الناس في أمر عائشة فقال هذا إفك مبين أكنت يا أماه فاعلته قالت معاذ الله قال فعائشة والله خير منك فنزلت هذه الآية
قوله تعالى لولا جاؤوا أي هلا جاءت العصبة الكاذبة على قذفهم عائشة بأربعة شهداء وقرأ الضحاك وعاصم الجحدري بأربعة منونة والمعنى يشهدون بأنهم عاينوا ما رموها به فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله أي في حكمه هم الكاذبون ثم ذكر القاذفين فقال ولولا فضل الله عليكم ورحمته أي لولا ما من الله به عليكم لمسكم أي لأصابكم فيما أفضتم أي أخذتم وخضتم فيه من الكذب والقذف


الصفحة التالية
Icon