وله من في السماوات والأرض كل له قانتون وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين
قوله تعالى ومن آياته أي من دلائل قدرته أن خلقكم من تراب يعني آدم لأنه أصل البشر ثم إذا أنتم بشر من لحم ودم يعني ذريته تنتشرون أي تنبسطون في الأرض
قوله تعالى أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا فيه قولان
أحدهما أنه يعني بذلك آدم خلق حواء من ضلعه وهو معنى قول قتادة
والثاني ان المعنى جعل لكم آدميات مثلكم ولم يجعلهن من غير جنسكم قاله الكلبي
قوله تعالى لتسكنوا إليها أي لتأووا إلى الأزواج وجعل بينكم مودة ورحمة وذلك أن الزوجين يتوادان ويتراحمان من غير رحم بينهما إن في ذلك الذي ذكره من صنعه لآيات لقوم يتفكرون في قدرة الله وعظمته
قوله تعالى واختلاف ألسنتكم يعني اللغات من العربية والعجمية وغير ذلك وألوانكم لأن الخلق بين أسود وأبيض وأحمر وهم ولد رجل واحد وامرأة واحدة وقيل المراد باختلاف الألسنة اختلاف النغمات والأصوات حتى إنه لا يشتبه صوت أخوين من اب وأم والمراد باختلاف الألوان اختلاف