وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا
قوله تعالى الم تر إلى ربك أي إلى فعل ربك وقال الزجاج معناه الم تر فهو من رؤية القلب ويجوز أن يكون من رؤية العين فالمعنى ألم تر إلى الظل كيف مده ربك والظل من وقت طلوع الفجر إلى وقت طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا أي ثابتا دائما لا يزول ثم جعلنا الشمس عليه دليلا فالشمس دليل على الظل فلولا الشمس ما عرف أنه شئ كما أنه لولا النور ما عرفت الظلمة فكل الاشياء تعرف بأضدادها
قوله تعالى ثم قبضناه إلينا يعني الظل قبضا يسيرا وفيه قولان
أحدهما سريعا قاله ابن عباس والثاني خفيا قاله مجاهد
وفي وقت قبض الظل قولان أحدهما عند طلوع الشمس يقبض الظل وتجمع أجزاؤه المنبسطة بتسليط الشمس عليه حتى تنسخه شيئا فشيئا والثاني عند غروب الشمس تقبض أجزاء الظل بعد غروبها ويخلف كل جزء منه جزءا من الظلام
قوله تعالى وهو الذي جعل لكم الليل لباسا أي ساترا بظلمته لأن ظلمته تغشى الاشخاص وتشتمل عليها اشتمال اللباس على لابسه والنوم


الصفحة التالية
Icon