يجلس مع القوم فيسمع كلامهم فيعمل بالمحاسن ويحدث بها ويكف عن المساوئ ولايظهرها قاله ابن السائب والثاني أنه لما ادعى مسيلمة أنه قد أتى بقرآن وأتت الكهنة بالكلام المزخرف في الأباطيل فرق المؤمنون بين ذلك وبين كلام الله فاتبعوا كلام الله ورفضوا أباطيل أولئك قاله أبو سليمان الدمشقي
أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله المعياد
قوله تعالى أفمن حق عليه كلمة العذاب قال ابن عباس سبق في علم الله أنه في النار
فان قيل كيف اجتمع في هذه الآية استفهامان بلا جواب
قيل أما الفراء فانه يقول هذا مما يراد به استفهام واحد فسبق الاستفهام إلى غير موضعه فرد إلى موضعه الذي هو له فيكون المعنى أفأنت تنقذ من في النار من حقت عليه كلمة العذاب ومثله أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون المؤمنون ٣٥ فرد أنكم مرتين والمعنى أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم ومثله لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ثم قال فلا تحسبنهم آل عمران ١٨٨ فرد تحسبن مرتين والمعنى لا تحسبن الذين يفرحون بمفازة من العذاب وقال الزجاج يجوز أن يكون في الكلام محذوف تقديره أفمن حق عليه كلمة العذاب فيتخلص منه أو ينجو أفأنت تنقذه قال المفسرون أفأنت


الصفحة التالية
Icon