كمثله شيء وهو السميع البصير له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب
قوله تعالى وما اختلفتم فيه من شيء أي من أمر الدين وقيل بل هو عام فحكمه إلى الله فيه قولان أحدهما علمه عند الله والثاني هو يحكم فيه قال مقاتل وذلك أن أهل مكة كفر بعضهم بالقرآن وآمن بعضهم فقال الله أنا الذي أحكم فيه ذلكم الله الذي يحكم بين المختلفين هو ربي عليه توكلت في مهماتي وإليه أنيب أي أرجع في المعاد
فاطر السموات قد سبق بيانه الأنعام ١٤ جعل لكم من أنفسكم أي من مثل خلقكم أزواجا نساء ومن الأنعام أزواجا أصنافا ذكورا وإناثا والمعنى أنه خلق لكم الذكر والأنثى من الحيوان كله يذرؤكم فيها ثلاثة أقوال أحدها يخلقكم قاله السدي والثاني يعيشكم قاله مقاتل والثالث يكثركم قاله الفراء وفي قوله فيه قولان
أحدهما أنها على أصلها قاله الأكثرون فعلى هذا في هاء الكناية ثلاثة أقوال


الصفحة التالية
Icon