وأما توحيد الأسماء والصفات فهذه اللفظة (رب العالمين) دالة على أصل هذا القسم من التوحيد؛ فإن من كان رباً للعالمين فلا شك أنه متصف بالقدرة المطلقة والعلم المحيط والرحمة الواسعة والإرادة الحكيمة وبكل كمال مطلق متعلق بمعنى خلق وتدبير العالمين على كثرتهم وسعتهم واختلاف أحوالهم؛ وهذا هو معنى توحيد الأسماء والصفات.
وأما توحيد الربوبية فكلمة (رب العالمين) نص في إثباته، كما هو واضح لكل أحد.
الفصل السابع
في معنى قوله (الرحمن الرحيم)
أثبت تعالى بقوله (الحمد لله) أصول أقسام التوحيد الثلاثة؛ ثم أثبت كل قسم بكلمة أو جملة تكاد تختص به، فأثبت الربوبية بكلمة (رب العالمين) كما تقدم، والألوهية بآية (إياك نعبد) كما سيأتي؛ والأسماء والصفات بكلمة (الرحمن الرحيم) كما تقدم.
الفصل الثامن
في معنى قوله تعالى (مالك يوم الدين)
تضمنت الفاتحة إثبات المعاد وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيئها وتفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق وكون حكمه بالعدل، فإنما يظلم من نقص ملكه وضعف؛ وكل ذلك تحت قوله (مالك يوم الدين).
الفصل التاسع
في ترتيب عبارات الفاتحة بعد الحمد
أي ترتيب المعاني في الفاتحة
معاني الفاتحة متناسبة ومتقابلة وبعضها مبتنٍ على بعض ومتعلق به أوثق وأشد أنواع التعلق؛ فكل معنى في الفاتحة مرتبط بما بعده وما قبله ودال عليه، أو مستدل عليه به؛ وفيما يلي بيان أمثلة من ذلك:
***


الصفحة التالية
Icon