وفي هذا أظهر الدلالة على أن أسماء الرب تعالى مشتقة من أوصاف ومعان قامت به؛ وأن كل اسم يناسب ما ذكر معه واقترن به من فعله وأمره؛ والله الموفق للصواب.
***
المثال الرابع: إياك نعبد مبنى على الإلهية وإياك نستعين على الربوبية وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة.
***
المثال الخامس: ذكر الهداية والنعمة ثم قابلها بالغضب والضلال؛ والهداية هنا هدايتان:
الأولى: ضد فساد القصد، وهو الموجب للغضب؛ وهي هداية التوفيق والإلهام.
والثانية: ضد فساد العلم، وهو الموجب للضلال؛ وهي هداية البيان والعلم.
***
المثال السادس: الرحمن الرحيم ترغيب جاء متوسطاً بين ترهيبين، وهو كونه رب العالمين وكونه مالك يوم الدين فنواصيهم في قبضته ومصيرهم إليه.
***
المثال السابع: كلمة (رب العالمين) تربي في النفوس المهابة؛ و (الرحمن الرحيم) تربي في النفوس (الأمل) فينبسط أمل العفو في العبد إن زل؛ وكل من العبارتين تقوي عند المرء شدة الحاجة إلى سؤاله لأنه على كل شيء قدير وبيده كل شيء وهو رحيم؛ وكلاهما أيضاً تؤدي إلى الخوف كما تؤدي إلى الرجاء؛ فيخاف أن يهلكه ويخاف أن لا يرحمه؛ وإن كان الرب بمعنى المصلح كان الوصف بالرحمة مشعراً بعلة الإصلاح.
***
المثال الثامن: معنى سياق هذه الأوصاف الواردة في الفاتحة من أولها إلى آخرها هو أن المتصف بها مستحق للحمد؛ ولذلك ذكره تعالى في الفاتحة بل افتتحها به.
المثال الثامن: في قوله تعالى (مالك يوم الدين) بعد ذكر كونه رباً للعالمين بيان لكونه تعالى ليس رباً للعالمين في الدنيا فقط بل هو ربهم في الدنيا والآخرة.
***
المثال التاسع: في قوله تعالى (إياك نعبد) إلى آخر السورة: أربع مسائل بنيت على أربع؛ فـ(إياك نعبد) على ذكر الله؛ و(إياك نستعين) على ذكر الربوبية؛ و(اهدنا) على ذكر الرحمة و(صراط الذين أنعمت عليهم) على ذكر يوم الدين.
***


الصفحة التالية
Icon