والقصد أن في ذكر هذا الرفيق ما يزيل وحشة التفرد ويحث على السير والتشمير للحاق بهم؛ وهذه إحدى الفوائد في دعاء القنوت اللهم اهدني فيمن هديت أي أدخلني في هذه الزمرة واجعلني رفيقا لهم ومعهم.
والفائدة الثانية: أنه توسل إلى الله بنعمه وإحسانه إلى من أنعم عليه بالهداية أي قد أنعمت بالهداية على من هديت وكان ذلك نعمة منك فاجعل لي نصيبا من هذه النعمة واجعلني واحدا من هؤلاء المنعم عليهم فهو توسل إلى الله بإحسانه.
والفائدة الثالثة: كما يقول السائل للكريم: تصدق علي في جملة من تصدقت عليهم وعلمني في جملة من علمته وأحسن إلي في جملة من شملته بإحسانك.
(الذين أنعمت عليهم) تهيج البحث عن المشهود لهم بالإنعام ليتم التعرف عليهم والسير على سبيلهم والتعاون معهم إن أمكن (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). وقد بينهم الله تعالى: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين---).
وفيها استعطاف لقبول التوسل بالدعاء في الهداية أي طلبنا منك الهداية إذ سبق إنعامك؛ فمن إنعامك إجابة سؤالنا. ومن عادة المساكين أن يتوسلوا بقولهم (أعطنا كما أعطيت فلاناً وفلاناً) فههنا توسل إلى الله بنعمه وإحسانه إلى من أنعم عليهم بالهداية كما يقول السائل للكريم: تصدق علي في جملة من تصدقت عليهم وعلمني في جملة من علمته، وأحسن إلي في جملة من شملته بإحسانك.
وفيها الحب في الله والبغض في الله.
وفيها تأنيس ودفع للغربة.
الفصل الخامس والعشرون
من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالون؟
وما هو سبب تسميتهم بذلك؟