والتربية نوعان دينية ودنيوية؛ وكذلك النعمة، والنعمة الحقيقية هي نعمة الهداية ولذلك وصف بها المهتدين وسلبها عمن خالفهم.
***
(العالمين) جمع عالم والعالم لا مفرد له كالأنام؛ واشتقاقه من العلم أو العلامة والمختار أنه كل مخلوق.
***
(مالك) تقال لمن تتأت منه الطاعة وغيره، باستحقاق؛ وأما (ملك) فللأول فقط.
***
اليوم هنا زمان يمتد إلى أن ينقضي الحساب فيستقر كل فيما قدر له من جنة أو نار.
***
(الدين) الجزاء والقضاء والطاعة والعادة والملة. ويوم الدين هو يوم الجزاء أو اليوم الحق للدين.
***
(إياك نعبد) أي نخصك بالعبادة فنعبدك وحدك لا نعبد أحداً سواك.
***
العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع والعرب تقول: طريق معبد أي مذلل، والتعبد: التذلل والخضوع؛ فمن أحببته ولم تكن خاضعاً له لم تكن عابداً له ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابداً له حتى تكون محبا خاضعا ومن ههنا كان المنكرون محبة العباد لربهم منكرين حقيقة العبودية والمنكرون لكونه محبوباً لهم بل هو غاية مطلوبهم ووجهه الأعلى نهاية بغيتهم منكرين لكونه إلها وإن أقروا بكونه ربا للعالمين وخالقا لهم فهذا غاية توحيدهم وهو توحيد الربوبية الذي اعترف به مشركو العرب ولم يخرجوا به عن الشرك كما قال تعالى: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) [٤٣/٨٧] وقال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) [٣٩/٣٨] (قل لمن الأرض ومن فيها) [٢٢/٨٤-٨٩] إلى قوله (سيقولون لله قل فأنى تسحرون)، ولهذا يحتج عليهم به على توحيد إلهيته وأنه لا ينبغي أن يعبد غيره كما أنه لا خالق غيره ولا رب سواه.


الصفحة التالية
Icon