فالأول وصف لعبيد ربوبيته؛ والثاني وصف لعبيد إلهيته؛ وقال تعالى [٢٥/٦٣-٧٧] (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً) إلى آخر السورة؛ وقال: [٧٦/٦] (عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا)؛ وقال [٣٨/١٧] (واذكر عبدنا داود) وقال: [٣٨/٤١] (واذكر عبدنا أيوب) وقال: [٣٨/٤٥] (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب)، وقال عن سليمان [٣٨/٣٠] (نعم العبد إنه أواب)، وقال عن المسيح [٤٣/٥٩] (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه) فجعل غايته العبودية لا الإلهية كما يقول أعداؤه النصارى، ووصف أكرم خلقه عليه وأعلاهم عنده منزلة بالعبودية في أشرف مقاماته فقال تعالى: [٢/٢٥] (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) وقال تبارك وتعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)، وقال: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) فذكره بالعبودية في مقام إنزال الكتاب عليه وفي مقام التحدي بأن يأتوا بمثله وقال (وأنه لما قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) فذكره بالعبودية في مقام الدعوة إليه وقال (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) فذكره بالعبودية في مقام الإسراء؛ وفي الصحيح عنه أنه قال: لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله؛ وفي الحديث أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد؛ وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو قال: قرأت في التوراة صفة محمد محمد رسول الله عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر.


الصفحة التالية
Icon