مثال ذلك : آيات اللعان، وهي قوله تعالى :(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) إلى قوله ( إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(النور: ٦- الآية ٩) ففي صحيح البخاري " (١١)من حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ﷺ بشريك بن سحماء فقال النبي ﷺ : البينة أو حد في ظهرك، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرء ظهري من الحد، فنزل جبريل، وأنزل عليه :(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ)(النور: الآية٦) فقرأ حتى بلغ (إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(النور: الآية٩)
فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره، بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي ﷺ فقال : يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع ؟ فقال النبي ﷺ : قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك. فأمرهما رسول الله ﷺ بالملاعنه بما سمى الله في كتابه، فلاعنها. الحديث (١٢).
فجعل البني ﷺ حكم هذه الآيات شاملا لهلال بن أمية وغيره.
المكي والمدني
نزل القران على النبي ﷺ مفرقا في خلال ثلاث وعشرين سنة، قضي رسول الله ﷺ أكثرها بمكة، قال الله تعالى (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الإسراء : ١٠٦) ولذلك قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين : مكي ومدني :
فالمكي : ما نزل على النبي ﷺ قبل هجرته إلى المدينة.
والمدني : ما نزل على النبي ﷺ بعد هجرته إلى المدينة.