مثال ذلك قوله تعالى :( من كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)(البقرة: الآية ٩٨) ولم يقل فإن الله عدو له، فأفاد هذا الإظهار :
١- الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل.
٢- إن الله عدو لهم بكفرهم.
٣- أن كل كافر فالله عدو له.
مثال آخر : قوله تعالى :(وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف: ١٧٠) ولم يقل أنا لا نضيع أجرهم، فأفاد ثلاثة أمور :
١- الحكم بالإصلاح للذين يمسكون الكتاب. ويقيمون الصلاة.
٢- أن الله آجرهم لإصلاحهم.
٣- أن كل مصلح وله أجر غير مضاع عند الله تعالى.
وقد يتعين الإظهار، كما لو تقدم الضمير مرجعان، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم، إذ لو قيل : وبطانتهم، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين.
ضمير الفصل
ضمير الفصل : حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين
ويكون بضمير المتكلم كقوله تعالى :(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا )(طه: الآية ١٤) وقوله (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (الصافات: ١٦٥) وبضمير المخاطب كقوله تعالى :( كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِم)(المائدة: الآية ١١٧) وبضمير الغائب كقوله تعالى :(وأولئك هم المفلحون) وله ثلاثة فوائد :
الأولى : التوكيد، فإن قولك : زيد هو أخوك أوكد من قولك : زيد أخوك.
الثانية : الحصر، وهو اختصاص ما قبله بما بعده، فإن قولك المجتهد هو الناجح يفيد اختصاص المجتهد بالنجاح.