ثالثا : الفصل : أي التمييز بين كونه ما بعده خبرا، أو تابعا، فإن قولك : زيد الفاضل يحتمل أن تكون الفاضل صفة لزيد، والخبر منتظر، ويحتمل أن تكون الفاضل خبرا، وإذا قلت : زيد هو الفاضل، تعين أن تكون الفاضل خبرا، لوجود ضمير الفصل.
الالتفات
الالتفات : تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر، وله صور منها :
١- الالتفات من الغيبة إلى الخطاب كقوله تعالى :(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(الفاتحة) فحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب في قوله : إياك.
٢- الالتفات من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى :( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ )(يونس: الآية ٢٢) فحول الكلام من الخطاب إلى الغيبة بقوله وجرينا بهم.
٣- الالتفات من الغيبة إلى التكلم، كقوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً)(المائدة: الآية ١٢) فحول الكلام من الغيبة إلى التكلم في قوله وبعثنا.
٤- الالتفات من التكلم إلى الغيبة، كقوله تعالى :(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(١)فَصَلِّ لِرَبِّكَ) فحول الكلام من التكلم إلى الغيبة بقوله : لربك.
وللالتفات فوائد منها :
١- حمل المخاطب على الانتباه لتغير وجه الأسلوب عليه.
٢- حمله على التفكير في المعنى، لأن تغيير وجه الأسلوب، يؤدي إلى التفكير في السبب.
٣- دفع السآمة والملل عنه، لأن بقاء الأسلوب على وجه واحد، يؤدي إلى الممل غالبا.
وهذه الفوائد عامة للالتفات في جميع صوره أما الفوائد الخاصة فتتعين في كل صورة، حسب ما يقتضيه المقام.
والله أعلم. وصلي الله وسلم على بينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. تم لله الحمد رب العالمين.
---


الصفحة التالية
Icon