ولبن وخمر، فالأنواع أربعة، وقد ورد أن هذه الأنهار تجري في غير أخدود، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في النونية:
أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان
فإذا قال قائل: هل هذا ممكن؟!
فالجواب: نقول لا تتحدث هل هذا ممكن، بل صدق، وأخبار الغيب لا يمكن أن يرد عليها هذا السؤال، أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر () ؟ الجواب: بلى، والواجب التصديق، وأن لا نقول: كيف؟ ولِمَ؟ لأن أمور الغيب ثابتة في القرآن والسنة فلا تسأل مثل هذا السؤال، لأنه لا يمكن الإحاطة بها، بل قل: آمنت بالله ورسوله، واستقم.
﴿وفاكهة كثيرة ﴾ الفاكهة كل طعام أو شراب يتفكه به الإنسان؛ لأن الطعام والشراب يكون أحياناً ضرورياً معتاداً لا تتفكه به بل هو ضروري للبقاء، وأحياناً يكون الطعام والشراب فاكهة يتفكه به الإنسان ﴿كثيرة ﴾ أي: في أي وقت من الأوقات تجد هذه الفاكهة بينما في الدنيا الفواكه لها أوقات معينة تنقطع، ولهذا قال تعالى: ﴿لا مقطوعة﴾ أي: لا تقطع أبداً في كل الأوقات ﴿ولا ممنوعة ﴾ أي: لا أحد يمنعها، بل قد قال الله تعالى: ﴿قطوفها دانية ﴾ أي: ما يقطفه الإنسان من الثمرة داني، حتى إنه إذا اشتهى الإنسان الثمرة وهي فوق تدلى الغصن حتى يكون بين يديه بدون تعب، وفاكهة الدنيا مقطوعة تأتي في وقت دون وقت، وممنوعة فلا يمكن أن تدخل بستان أحدٍ إلا بإذنه، أما في الآخرة فلا ﴿وفرش مرفوعة ﴾ الفراش ما ينام عليه الإنسان ﴿مرفوعة ﴾ أي عالية، ولما كان الذي مع الإنسان في الفراش الحور العين، قال الله تعالى: ﴿إنآ أنشأناهن إنشاءً ﴾ أي: أنشأناهن إنشاءً عجيباً غريباً بديعاً، وفسر هذا الإنشاء بقوله تعالى: ﴿فجعلناهن أبكاراً ﴾ أي: هؤلاء الزوجات أبكار مهما أتاها زوجها عادت بكراً ﴿إنمآ أمره إذآ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ﴾ ونساء الدنيا إذا افتض الزوج بكارة الزوجة


الصفحة التالية
Icon