لا تعود، ولكن في الآخرة تعود بكراً ﴿عرباً أتراباً ﴾ العرب المتحببات إلى أزواجهن، وهذا يدل على كمال المتعة أن تكون الزوجة تتحبب إلى زوجها وتتقرب إليه وتغريه بنفسها، وتفعل كل ما يوجب محبته لها، ﴿أتراباً ﴾ أي: على سن واحدة لا تختلف ﴿لأصحاب اليمين ﴾ أي: ذلك المذكور من النعيم النفسي والبدني لأصحاب اليمين.
﴿ثلة من الأَولين وثلة من الأَخرين﴾ هؤلاء هم أصحاب اليمين الذين هم في المرتبة الثانية، والمرتبة الأولى السابقون السابقون، قال الله تعالى فيهم: ﴿ثلة من الأَولين وقليل من الأَخرين﴾ يعني ثلة من الأولين من هذه الأمة، وقليل من الآخرين، فإن خير قرون الأمة القرن الأول الذي هو قرن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم تتناقص، أما أصحاب اليمين فقال الله تعالى فيهم: ﴿ثلة من الأَولين وثلة من الأَخرين﴾ أي: جماعة من هؤلاء وجماعة من هؤلاء، ثم ذكر الله القسم الثالث، فقال: ﴿وأصحاب الشمال مآ أصحاب الشمال﴾ وهم الكفار والمنافقون ﴿في سموم وحميم ﴾ هذا القسم في سموم، أي: حرارة شديدة - والعياذ بالله -، وقد بيَّن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة كيفيتها، فقال الله تعالى: ﴿إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً ﴾ وأخبر أنه ﴿يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد﴾ والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقوله: ﴿حميم﴾، الحميم هو الماء الحار الشديد الحرارة، فهم - والعياذ بالله - محاطون بالحرارة من كل وجه، ومن كل جانب ﴿وظل من يحموم ﴾ اليحموم هو الدخان المحض، وقد وصفه الله بأنه ﴿لا بارد ولا كريم﴾ يعني ليس بارداً يقيهم الحر، ولا كريم حسن المنظر يتنعمون به، ويستريحون فيه فهو لا بارد كما هو الشأن في الظل، ولا كريم، أي: حسن المظهر لأنه دخان كريه منظره حار مخبره - نسأل الله العافية -، ثم


الصفحة التالية
Icon