. ٧ ومنها: أن الله تعالى سخِر من فرعون، حيث أهلكه بجنس ما كان يفتخر به، وأورث أرضه موسى. عليه الصلاة والسلام؛ وقد كان فرعون يقول: ﴿يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين﴾ [الزخرف: ٥١. ٥٢] ؛ فأغرقه الله تعالى بالماء الذي كان يفتخر بجنسه، وأورث موسى أرضه الذي وصفه بأنه مهين، ولا يكاد يبين..
القرآن
)وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة: ٥١)) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة: ٥٢)
التفسير:
.﴿ ٥١ ﴾ قوله تعالى: ﴿ وإذ واعدنا موسى ﴾ أي واذكروا إذ واعدنا موسى؛ ﴿ أربعين ليلة ﴾: وعده الله تعالى لميقاته ثلاثين ليلة، ثم أتمها بعشر، فصارت أربعين ليلة؛ وفي قوله تعالى: ﴿ واعدنا ﴾ قراءتان سبعيتان: بألف بعد الواو؛ وبدونها..
قوله تعالى: ﴿ ثم اتخذتم العجل ﴾ أي صيرتم العجل؛ و﴿ العجل ﴾ مفعول أول؛ والثاني: محذوف؛ والتقدير: اتخذتم العجل إلهاً؛ و "العجل" تمثال من ذهب صنعه السامري، وقال لبني إسرائيل: هذا إلهكم، وإله موسى فنسي..
قوله تعالى: ﴿ من بعده ﴾ أي من بعد موسى حين ذهب لميقات الله..
قوله تعالى: ﴿ وأنتم ظالمون ﴾: هذه الجملة حال من التاء في قوله تعالى: ﴿ اتخذتم ﴾؛ والفائدة من ذكر هذه الحال زيادة التوبيخ، وأنهم غير معذورين..
.﴿ ٥٢ ﴾ قوله تعالى: ﴿ ثم عفونا عنكم ﴾ أي تجاوزنا عن عقوبتكم؛ ﴿ من بعد ذلك ﴾: أتى بها؛ لأن العفو إنما حصل حين تابوا إلى الله، وقتلوا أنفسهم..