. ٣ ومنها: جواز أكل بني إسرائيل من هذه القرية التي فتحوها؛ فإن قال قائل: أليس حِلّ الغنائم من خصائص هذه الأمة. أي أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب: بلى، والإذن لبني إسرائيل أن يأكلوا من القرية التي دخلوها ليس على سبيل التمليك؛ بل هو على سبيل الإباحة؛ وأما حِلّ الغنائم لهذه الأمة فهو على سبيل التمليك..
. ٤ ومنها: أنه يجب على من نصره الله، وفتح له البلاد أن يدخلها على وجه الخضوع، والشكر لله؛ لقوله تعالى: ﴿ وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة ﴾؛ ولهذا لما فتح النبي ﷺ مكة دخلها مطأطئاً رأسه(١) يقرأ قول الله تعالى: ﴿إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً﴾ [الفتح: ١]..
. ٥ومنها: لؤم بني إسرائيل، ومضادَتُهم لله، ورسله؛ لأنهم لم يدخلوا الباب سجداً؛ بل دخلوا يزحفون على أستاههم على الوراء استكباراً واستهزاءً..
. ٦ ومنها: بيان قبح التحريف سواء كان لفظياً، أو معنوياً؛ لأنه يغير المعنى المراد بالنصوص..
. ٧ ومنها: أن الجهاد مع الخضوع لله عزّ وجلّ، والاستغفار سبب للمغفرة؛ لقوله تعالى: ﴿ نغفر لكم خطاياكم ﴾، وسبب للاستزادة أيضاً من الفضل؛ لقوله تعالى: ﴿ وسنزيد المحسنين ﴾..
. ٨ ومنها: أن الإحسان سبب للزيادة سواء كان إحساناً في عبادة الله، أو إحساناً إلى عباد الله؛ فإن الإحسان سبب للزيادة؛ وقد ثبت عن الرسول ﷺ أنه قال: "الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"(٢) ؛ وقال: "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته(٣)"..
. ٩ ومنها: تحريم التبديل لكلمات الله وهو تحريفها؛ وأنه من الظلم، لقوله تعالى:( فبدل الذين ظلموا قولًا )
. ١٠ ومنها: بيان عقوبة هؤلاء الظالمين، وأن الله أنزل عليهم الرجز من السماء..
. ١١ ومنها: الإشارة إلى عدل الله عزّ وجلّ، وأنه لا يظلم أحداً، وأن الإنسان هو الظالم لنفسه..


الصفحة التالية
Icon