. ١٢ ومنها: إثبات فسوق هؤلاء بخروجهم عن طاعة الله؛ والفسق نوعان: فسق أكبر مخرج عن الملة، وضده "الإيمان"، كما في قوله تعالى: ﴿وأمَّا الذين فسقوا فمأواهم النار﴾ [السجدة: ٢٠] ؛ و فسق أصغر لا يخرج عن الملة، وضده "العدالة"، كما في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا﴾ (الحجرات: ٦)
. ١٣ ومنها: إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبَّباتها؛ لقوله تعالى: ﴿ بما كانوا يفسقون ﴾..
. ١٤ ومنها: الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الله سبحانه وتعالى مجبر العبد على عمله؛ ووجه الرد أن الله سبحانه وتعالى أضاف الفسق إليهم؛ والفسق هو الخروج عن الطاعة؛ والوجه الثاني: أنهم لو كانوا مجبرين على أعمالهم لكان تعذيبهم ظلماً، والله. تبارك وتعالى. يقول: ﴿ولا يظلم ربك أحداً﴾ [الكهف: ٤٩].
. ١٥ ومنها: أن الفسوق سبب لنُزول العذاب..
القرآن
)وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (البقرة: ٦٠)
التفسير:
.﴿ ٦٠ ﴾ قوله تعالى: ﴿ وإذا استسقى موسى لقومه ﴾ أي: واذكر إذ استسقى موسى لقومه. أي طلب السقيا لهم؛ وهذا يعم كونهم في التيه، وغيره..
قوله تعالى: ﴿ فقلنا اضرب بعصاك الحجر ﴾: "العصا" معروفة؛ و﴿ الحجر ﴾: المراد به الجنس؛ فيشمل أيّ حجر يكون؛ وهذا أبلغ من القول بأنه حجر معين؛ وهذه "العصا" كان فيها أربع آيات عظيمة:.
أولاً: أنه يلقيها، فتكون حية تسعى، ثم يأخذها، فتعود عصا..
ثانياً: أنه يضرب بها الحجر، فينفجر عيوناً..
ثالثاً: أنه ضرب بها البحر، فانفلق؛ فكان كل فرق كالطود العظيم..
رابعاً: أنه ألقاها حين اجتمع إليه السحرة، وألقوا حبالهم، وعصيهم، فألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون..


الصفحة التالية
Icon