شيئاً سوى ذلك فقد أضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به» () يشير إلى ما ينتحله المنجمون من الاستدلال بحركات هذه النجوم على الحوادث الأرضية، حتى إنهم يبنون سعادة الشخص وشقاءه على هذه النجوم، مثلاً يقولون: إذا ولد في النجم الفلاني فهو سعيد، وإذا ولد في النجم الفلاني فهو شقي، وهذا لا أثر لها، أعني تحركات النجوم في السماء، ليس لها أثر فيما يحدث في الأرض، ثم قال تعالى: ﴿وما لها من فروج ﴾ يعني ليس للسماء من فروج، أي من فطور وتشقق، بل مبنية محكمة قوية.
﴿ والأَرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ﴾ هذه ثلاثة أمور، أولاً: الأرض مدها الله - عز وجل - مع أنها بالنسبة للسماء صغيرة جداً، لكنها ممدودة للخلق، مسطحة لهم كما قال تعالى:﴿وإلى الأَرض كيف سطحت ﴾
ثانياً: ﴿وألقينا فيها روسى ﴾ أي جبال ثابتات لا تزعزعها الرياح فهي قاسية، وكذلك أيضاً ترسي الأرض.
ثالثاً: ﴿وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ﴾ أي من كل زوج سار لناظره، والمراد بالزوج هنا الصنف، يعني أن ما ينبت في الأرض أصناف متعددة متنوعة حتى إنك ترى البقعة من الأرض وهي صغيرة تشتمل على أنواع من هذه الأصناف، تختلف في ألوانها، وتختلف في أحجامها، وتختلف في ملمسها ما بين شديدة ولينة إلى غير ذلك من الاختلافات العظيمة، بل إنها تختلف في مذاقها إذا كانت من ذوات الثمر، كما قال تعالى: ﴿ونفضل بعضها على بعض في الأُكل ﴾ فمن القادر على أن يخلق هذه الأشياء؟ هو الله سبحانه وتعالى، وهذه التي ﴿فيها من كل زوج بهيج ﴾ مع أنها في مكان واحد وتسقى بماء واحد، والأرض أيضاً واحدة، من يقدر على هذا؟ الجواب: هو الله - عزوجل - إنك تأتي الأرض المعشبة التي أنبت الله تعالى فيها من أصناف النبات، فتتعجب ترى هذه مثلاً زهرتها صفراء، وهذه بيضاء، وهذه بنفسجية، وهذه منفتحة، وهذه منضمة إلى غير ذلك من الآيات العظيمة، فهذا أكبر دليل على أن الله قادر على إحياء الموتى


الصفحة التالية
Icon