للحياة، وبين السنن التى تحكمها، وجاء بقيم ضابطة للمسيرة البشرية.. ودور الإنسان فى التعامل مع القرآن وإدراك مقصدة، إنما يتمثل فى الاجتهاد فى تحديد هذه المسارات واكتشاف آفاق تلك السنن، وقوانين التسخير ص _١٠١
ووضع البرامج ضمن إطار القيم الضابطة للمسيرة حتى لا تكون الحيدة ولا يكون الخروج.. لكن يبقى أن ما يصل إليه الإنسان باجتهاده هو رأى وليس دينا.. بمعنى أنه ليس مقدسا.. والرأى معرض للخطأ والصواب، لأ نه يمثل فهم الشخص، وقد يفهم إنسان آخر من خلال ما يتمتع به من الإمكانية والموهبة والكسب المعرفى أو النظر إلى الموضوع من جوانب أخرى، فهما آخر، فيما وراء النصوص الخاصة والمحكمة التى لا تقبل الاجتهاد.. فهل يمكن اعتبار الفهوم والآراء كلها التى لا تخرج عن إطار القيم الضابطة ضمن إطار إغناء الرؤية القرآنية ولو اختلفت؟ وهل لذلك من نماذج، وبذلك نخلص من مطاردة التحريم، والتكفير، والتخطىء، ونحكم على بطلان الرأى ومحاصرته برأى مماثل، وهل الآراء الاجتهادية ضمن ضوابط القيم، تعنى الافتراق وتفريق الدين، الوارد النهي عنه فى القرآن الكريم من مثل قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون)، وقوله تعالى: (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون). فالقرآن الكريم فيما أرى، جاء بالمبادئ وترك الاجتهاد، فى تنزيل النص على الواقع ووضع البرامج إلى اجتهادات العقل البشرى فى كل عصر بحسب معطياته ومشكلاته. الذى لا شك فيه أن القرآن الكريم رسم الخطوط العامة، وترك التفصيل فى أمور كثيرة للنبى عليه الصلاة والسلام.. حتى صاحب الرسالة فصل فى الجزئيات فيما يتصل بالعبادات، ولكنه فيما وراء هذا ترك الأمر أيضا للعموم الذى تستكشف العقول مداه على مر الأيام، وما هو الأنفع فيه.. هنا أعجل