رئيسة الوزراء أن تحول بعض المؤسسات إلى شركات مساهمة، يساهم فيها العمال.. كل هذه المحاولات هى وسائل لتحقيق ما نسميه العدل الاجتماعى أو الضمان لئلا يقع ما خاف منه الإسلام وهو: أن أبيت شبعان وجارى جائع.. المسألة ليست تحسس فرد لما حوله بقدر ما هى يقظة الدولة لإشاعة الثقة والأمان بين الجماهير. ص _١٠٣
هناك مسائل نبه إليها صاحب " الموافقات ": الإسلام حرم الترف، أو حرم الفساد فى الأرض، فيجئ صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام بتشريعات هى من بيانه ليست فى القرآن، ولكن فى النطاق العام للقرآن، أو بتعبير الفقهاء الدلالات العامة للقرآن الكريم، أو المقاصد العامة للقرآن الكريم.. فمثلا، فى أحوال كثيرة نجد أن القرآن الكريم ينبه إلى أن وجود طبقة معينة "مترفة" تملك زمام الأمة، أمر فيه خطورة :(وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون)، (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون) فكيف نمنع تكون مثل هذه الطبقات؟ إنه أمر متروك للرسول عليه الصلاة والسلام.. ولمن يخلفونه فى حكم هذه الأمة بحيث إنها تمنع الشر.. لكن ليست هناك وسيلة محددة، وإنما تركت الوسائل لاجتهاد مطلق. الحكمة والميزان: وأنا فى هذا أشرت إلى أمرين فى بعض كتبى: الأمر الأول: ما يسمى بالحكمة.. والأمر الثانى ما نسميه بالميزان، مستهديا بقوله تعالى :(الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب)، (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) ما هو الميزان؟ الحكمة وردت فى القرآن فى نحو من عشرين موضعا تقريبا، مفردة أو مع الكتاب: "الكتاب والحكمة".. من قال: إن الحكمة هى السنة النبوية، فهو مخطئ.. لأنك تقرأ قوله تعالى: (ويعلمه الكتاب


الصفحة التالية
Icon