والحكمة والتوراة والإنجيل) كيف تكون الحكمة هنا هى السنة النبوية والكلام هنا يقصد به عيسى ابن مريم عليه السلام.. (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) ص _١٠٤
(ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا) (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) ففى نحو عشرة مواضع فى القرآن، لا يمكن أن تكون الحكمة هى السنة النبوية.. بل هى ما يستفاد من التعاليم القرآنية، أى وضع الأمر فى موضعه.. وهنا أقول: إن الميزان هو الناحية العملية، والحكمة هى الناحية النظرية فى ذلك.. مجموعة الآيات التى وردت فيها الحكمة والميزان، تعطينا منهجا أن الأمة لابد أن يكون لها من الرؤية القرآنية التى تستنبطها أو تستدركها من مجموع الآيات سياسة قرآنية: كيف تحكم الشعب، وكيف تنزلها على واقع الناس.. أى كيف ينزل الفكر القرآنى على واقع عملى؟ قد يرى الإنسان أن كلمة "ميزان " تعنى ـ فيما تعنى ـ تنزيل الأمر على واقع الناس… فالكتاب هو القيم والمبادئ الموحى بها، والميزان هو التجسيد العملى، أو الواقع التنفيذى البرامجى لهذه القيم والمبادئ.. نعم.. لأن الميزان لا يمكن أن يكون معنى حسيا، فقط. والتوازن الاجتماعى فيه المعنى نفسه. فلابد من الميزان. والميزان هنا يشترك فيه الأخلاقيون والقانونيون، وتشترك فيه شئون مادية ومعنوية.. الذى ألفت النظر إليه: إن الربط الذى يراه أحدنا فى تفسير آية أو استنباط حكم هو اجتهاد.. لا يوجد إمام من الأئمة الكبار فى فقهنا ألزم الناس باجتهاده.. بل كلام أبى حنيفة واضح: كلامنا هذا رأى، من كان عنده خير منه فليأت به.. ومالك كان يرفض أن يعتبر رأيه دينا، بل معروف من حكمة الرجل أنه رفض وهو صاحب الموطأ، أن يفرضه على الناس لأنه قد تبدو للناس علوم أو معارف أخرى، وهذا