من صميم ديننا الإسلامى.. والذى يلزم الناس بأن ما عنده هو الدين؟ فهو إما جاهل أو قاصر أو مريض مصاب بجنون العظمة أو به شئ يحاسب عليه أو يجب إصلاحه. فجعل الاجتهادات دينا، لا.. إنما المهم أنه لابد من إعمال النظر فى تنزيل القرآن على واقع عملى. ص _١٠٥
وإذا لم يكن هذا هو الاجتهاد، فما هو الاجتهاد الذى نريده؟ وأنا رأيى الآن أن أفضل شىء للأمة أن يكون الاجتهاد جماعيا.. ولا أزال أدعو إلى إغلاق باب الاجتهاد فى العبادات.. يكفينا فى أمور العبادات ما ورثناه من أقوال فى الصلاة والحج والصيام وما إلى ذلك.. ويكون الاجتهاد بعد هذا فى المعاملات الدولية، والمعاملات الاجتماعية والإدارية وغيرها. القرآن كتاب مفتوح، يقول تعالى: (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار) لكن يبقى المطلوب: كيف نعيش بهذا الإيمان؟ فلننقل منطق الإيمان إلى كل شىء.. ومنطق الإيمان منطق واسع، له مواصفات فى العادة.. وليس له شكل معين عمليا وإنما أوصاف معينة.. وهذا ما يمكن أن نسميه "القيم ": فالقرآن الكريم جاء بقيم تحدد المسارات العامة أو قواعد أو مبادئ عامة، ولم يجئ ببرامج إلا فى القضايا التى لا تتطور ولا تختلف فيها الفهوم، كما أنها لا تختلف من زمان إلى زمان، ومن بيئة إلى أخرى، ومن طبيعتها أن تكون توقيفية.. نعم، ما عدا هذه القضايا فهو متروك للزمن ومتروك للناس. كأنى أرى الخلاصة فى هذا: أن الأصل أن تبقى القيم القرآنية هى الضابطة لمسيرة الحياة فى إطار عريض، وأن الحركة والاجتهاد ضمن إطار القيم هو متروك لاجتهادات الناس بحسب ظروفهم ومشكلاتهم التى تتبدل بحسب الزمان والمكان.. المهم ألا تخرج الاجتهادات عن الإطار الذى رسمه القرآن، وفى ذلك متسع للزمان والمكان بمقتضى الخلود والخاتمية.. قلت فى بعض كتبى: إن هناك وسائل ثابتة.. فإذا قيل إن الصلاة لابد لها من وضوء،


الصفحة التالية
Icon