يبقى الوضوء وسيلة محددة، لكن الأمة محتاجة للجهاد. كان رباط الخيل يوما ما هو وسيلة الجهاد، وانبنى على ذلك أن الفارس يأخذ ضعفين أو ثلاثة أضعاف على اختلاف المذاهب ـ ما يأخذه الراجل، وأقيمت الأوقاف فى رباط الخيل.. ص _١٠٦
الآن، لا يمكن الأخذ بهذا الاجتهاد، لأن رباط الخيل انتهى من عملية الجهاد.. هناك إمكانات أخرى هى: الدبابات والمدرعات وغيرها. الوسائل تختلف " ليس فقط فى الجهاد وإنما فى العدالة أيضا.. العدالة قيمة لابد أن تضبط الأمور بميزان العدل.. الآن، قد يمكن أن أجعل محاكم عسكرية، ومحاكم للقاصرين، ومحاكم للأحداث، وأجعل المحاكم فى الوقت نفسه درجات: محاكم ابتدائية، ومحاكم استئناف، ونقض وإبرام وتمييز.. كل ما يعين على تحقيق العدالة، أجتهد فيه كيف أشاء.. كذلك التعليم، فكونك تقيم معاهد ومدارس لها مواصفات معينة لتعليم الأمة كلها، أو تجرى إحصاء عاقا للأمة كلها بحسب سنى العمر كى تتعرف على أعداد الطلاب الذين لابد أن تفتح لهم مدارس، فهذه كلها مسائل حضارية لابد منها، وهى تدخل فى إطار ما عندنا من قيم، وهى جزء من الحكمة والميزان الذى أشار إليهما القرآن الكريم، ولابد منها لبناء المجتمع. القيم تضبط.. والقيم صفات، لا برامج وأعمال.. وليست لباسا معينا، فمثلا: الإسلام يقول للمسلم: البس اللباس الساتر للعورة الذى لا يشتم من لابسه الكبر والخيلاء.. لكن، لا يقول به يجب أن يكون هذا اللباس: جلابية، أو جبة، أو غيرها، وإنما يترك له التصرف. فهناك مواصفات وضعها الإسلام للحياة الاجتماعية.. وقد تحدث فيها القرآن باستفاضة دون نصوص خاصة، أو برامج خاصة لذلك.. يمكن أن تتدخل الحكمة هنا لينشئ الناس قوانين تفى بالمطلوب للأمة. ولذلك، أنا ممن يرون أن تكثر الاجتهادات ضمن الصورة الإسلامية.. فمثلا: الإمام أبو حنيفة يجتهد فى أن تعطى المرأة حق أن تعقد على نفسها ـ وغيره من المجتهدين يرى غير ذلك ـ وأن تعطى الحق فى أن تخالع