من وراء المادة ولا مجال فيها للعقل: هل الصفات زائدة عن الذات، أو هى عين الذات أو غير ذلك؟ ما معنى الاستواء على العرش؟.. هذا كله كلام أرى الخوض فيه يعتبر أولا : كلاما لا معنى له ولا لزوم له؟ وثانيا: لأن الخوض فيه يؤدى إلى انقسام دينى خطير.. ومن الخير أن نوفر لأنفسنا وحدة الأمة بأحد أمرين: إذا كان بعضنا قد أول التماسا لمعنى سليم للتنزيل- وما من أحد إلا وأول، والسلف أنفسهم أولوا، وعندما أقرأ قوله تعالى :(ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) السلف يقولون: ملائكتنا.. هذا تأويل.. لكن المقصود هنا التنزيه.. يريدون أن ينزهوا الله عن الحلول المكانية والزمانية.. فالأمر يحتاج إلى شيء من التوضيح.. فلا يجوز أن أتهم الآخرين بالزيغ أو الكفر إلا إذا كان هناك فعلا من يريد أن يصف رب العالمين بغير ما ينبغى له. أما الخلافات الفقهية الفرعية، فأجمع المسلمون على أنه لا صلة لها بكفر أو إيمان. وقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم فى قوله ـ ﷺ ـ.. " لا يصلين أحد العصر إلا فى بنى قريظة " هل يصلون العصر فى بنى قريظة أو يصلونه فى الطريق؟ ولم ير الرسول عليه الصلاة والسلام فى هذا الخلاف حرجا، وجمعهم صفا واحدا فى مقاتلة اليهود، ولم يتوقف على هذا الموضوع، ولم يتوقف عند الأمر، فقد وجده أقل من أن يعلق عليه. كذلك الأمر بالنسبة لمن تيمموا وصلوا ثم وجدوا الماء قبل مضى الوقت، فتوضأ بعضهم وأعاد الصلاة، ولم يعدها بعضهم الآخر.. فالذى أعاد الصلاة قال له عليه الصلاة والسلام..: "نور على نور".. الذى لم يعدها، قاله له: " أجزأتك صلاتك ".. وانتهى الأمر. فالخلافات الفقهية الفرعية لا يعتبرها أحد أبدا خلافا دينيا وتفريقا للدين.. بل هى اجتهادات فى فهم النص.. يقول تعالى فى سورة آل عمران: ( ولا تكونوا ص _١١١