كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) يريد الله سبحانه وتعالى فى هذه الآية ألا نكون كاليهود والنصارى الذين فرقوا دينهم، وأصبحوا مذاهب متعادية فيه مثل البرتستانت والكاثوليك والأرثوذكس، وكان خلافهم فى أصول العقائد وليس فى الاجتهاد.. والعقيدة عندنا واضحة ولا خلاف فيها، وليس هناك خلاف بين المسلمين أبدا فى أصول العقائد.. العقيدة تعنى أن الله واحد بلا شك، ليس كمثله شىء، له الأسماء الحسنى. إذا كان هناك كلام فى بعض أحاديث النزول، فهى مسائل ليس الخلاف فيها حول تنزيه الله، فتنزيه الله ثابت عند الجميع، إنما حول الفهم اللغوى لبعض ما ورد: هل المراد الاستعارة؟ أو المراد الحقيقة؟.. وهذا لا يمكن اعتباره خلافا دينيا.. كذلك قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) هذا كله جاء بعد الكلام عن أهل الكتاب.. أما قوله تعالى: (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) فالآية تتصل بالدين كله بدءا من قوله: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)، لأن الآية الثانية ( منيبين إليه ) من الآية الأولى (فأقم) والمقصود : أن نستقيم فى مسالكنا، وفى أحوالنا مع تعاليم ديننا.. والذين يريدون الانسلاخ عن الجماعة، وإحداث شغب قد يقسم الأمة، مسئولون أمام الله عن تمزيقها وتفريقها. ليس هناك من عقلاء المسلمين، بل حتى من العامة فى الأقدمين، من قال: إن الخلافات الفقهية تفريق للدين.. لم يقل بذلك أحد أبدا.. الخلافات الفقهية، خلاف فى فهم نص، أو المعنى المقصود وهو أمر يحتمله النص الدينى نفسه، هو واحد ويحتمل هذه المعانى. فى آية مثل: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون