ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا) هل مطلق اللمس ينقض الوضوء؟ أو المقصود باللمس هنا لمس معين وهو الاتصال الجنسى؟.. من قال إن هذا له صلة بأصول الدين أو أنه يمس صلب الدين؟ لم يقل بذلك أحد.. ص _١١٢
ما صلة ذلك بحديث: " افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة". هذا الحديث ليس من الصحاح، وهو وارد فى كتب السنن.. وأغلب ظنى أن المقصود به: الخلافات السياسية التى توهن قوى الأمة، وتهلكها أمام غيرها. إذا اعتبرنا أن الخلافات السياسية هى التى عناها الرسول عليه الصلاة والسلام.. "بالافتراق " فهل يمكن أن تؤدى الخلافات السياسية إلى النار عدا فرقة واحدة؟ لماذا لا تكون: اجتهادات؟ سؤال وارد.. ويبقى هنا أن يفسر أن المقصود بالخلاف السياسى: أولا: هدم الدول والخروج عليها.. فرجل يرى أنه يجب أن يكون هو رئيس الدولة، ولا يأبى بأن يحدث شغبا يقسم به الشعب قسمين، ويقاتل هذا بذاك.. هذا نوع من الخلافات الذى أعتبره كأنه كفر: "لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ".. أما الخلاف الآخر، وهو الاجتهادى، فاستبعدنا، باتفاق العقلاء، الخلافات الفقهية، لا بين الأربعة ولا بين الثمانية.. إنما نستبعد كل خلاف سواء كان سياسيا أو دينيا، معه سوء النية والرغبة وعدم الاكتراث فى بقاء وحدة الأمة.. هذا ما نعتبره خلافا حقيقيا وخطيرا.. وعندما أنظر لماضى الأمة الإسلامية أجد أن الفتنة الكبرى كانت خلافا.. اتفق المسلمون على أن هذا الخلاف كان سياسيا، ولم يكفر أحدهم الآخر مع أنهم تقاتلوا، لكن اعتبر ذلك كله فتنة، ثم تدخل العقلاء وقالوا: كان اجتهادا، معاوية ومن معه كانوا على حق أو أخطأوا وهم معذورون، وعلى