قال ابن تيمية رحمه الله : عن ابن عباس و قتادة فى قوله: (ومنهم أميون)، أى غير عارفين بمعانى الكتاب، يعلمونها حفظا وقراءة بلا فهم، لا يدرون ما فيها... وقوله: (إلا أمانى) أى: تلاوة لا يعلمون فقه الكتاب، إنما يقتصرون على ما يتلى عليهم... والأمية العقلية هذه، تسود الأمة فى حال التقليد، والغياب الحضارى، والعجز عن تدبر القرآن، والتعامل مع الأحداث، واتخاذ المواقف، واكتشاف سنن الله فى الأنفس والآفاق، وحسن تسخيرها، ومعرفة كيفية التعامل معها، والنفاذ من منطوق النص وظاهره إلى مقصده ومرماه، والتدخل حين نعلم السنة وأنها تتكرر ولا تتبدل، فنستطيع توجيهها إلى حيث نريد ونفيد، فنصل إلى مرحلة مغالبة القدر بقدر أحب إلى الله، أو نفر من قدر الله إلى قدر الله، كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه... ويقول ابن القيم رحمه الله: ليس الرجل الذى يستسلم للقدر بل الذى يحارب القدر بقدر أحب إلى الله... (مدارج السالكين، ج ١). ص _٠١٣


الصفحة التالية
Icon