إدراك السنن الإلهية فى الأنفس والآفاق وسيلة الشهود الحضارى: السنن هى القانون المطرد، فلقد تحدث القرآن عن السنن التى تسير الحياة والأحياء ـ وهى قوانين تحكم الحركة التاريخية والاجتماعية والنفسية ـ سنن سقوط الأمم ونهوضها، وغابتا ما يجئ ذلك فى أعقاب القصص القرآنى.. وأكد أن هذه السنن جارية على الناس جميعا، وأن اكتشافها والتعامل معها، أمر لابد منه للشهود الحضارى (عمارة الأرض والقيام بأعباء الاستخلاف الإنسانى)، الشهادة والقيادة للناس استجابة لقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم) واكتشاف السنن هو الذى مكن العالم المتقدم من التقدم والتحكم.. وغفلة المسلمين عنها كانت سبب الانحطاط والسقوط والتخلف، أصبحوا مسخرين بدل أن يكونوا مسخرين. فهل لنا أن نطرح القضية ونقدم شيئا من النماذج لهذه السنن الواردة فى القرآن، وعجز المسلمين اليوم عن تسخيرها "التعامل معها"، وكيف أن جيل القدوة أحسن إدراكها حتى تمكن من بناء الحضارة، من مثل: ا- سنة التدرج. ٢- سنة الأجل. ٣- سنة التداول الحضارى. ٤- سنن المدافعة. ٥- سنن التسخير. ٦- سنن الله الأخرى فى الأنفس والآفاق والكون... إلخ؟ قال تعالى: (استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) لفت نظرى فى تفسير كلمة "الحكمة"، تفسير لابن عباس رضى الله عنهما، يقول فيه: "أخذ الناس بصغار العلم قبل كباره "، هذا ما يستقر بذهنى، ويمكن العودة لما يقوله. ص _١١٩