من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) ص _١٢١
ثم وجدنا حديثا عن الربا فى سورة النساء يتحدث عن أهل الكتاب: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا * وأخذهم الربا وقد نهوا عنه ) فكان فى هذا إشارة إلى أن الربا محرم. ثم وجدنا ما نزل فى سورة آل عمران: ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون). ثم جاء بعد ذلك ما نزل فى البقرة، وكان حاسما: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين). فهذا نوع من التدرج. فى مجال التشريع، قد يلتقط المرء أمثلة كثيرة.. لكن فى مجال العقيدة والعبادة هل يمكن أن نأتى أيضا على ذكر بعض الأمثلة ؟ فى عقيدة التوحيد، الله واحد.. وقد حاول بعض الناس استبقاء شىء من عبادة الأصنام، فرفض النبى ـ ﷺ ـ رفضا باتا.. فلا تدرج هنا.. الله واحد، ولا يمكن قبول شىء يخالف هذا.. كل ما فى ذهنى بالنسبة للعبادات أن ثقيف طلبت رخصة فى الصلاة فقال ـ ﷺ ـ :" لا خير فى دين بلا صلاة " لابد من الصلاة.. وعندما طلبوا رخصة فى الجهاد، تهاون فى ذلك قليلا.. نلمح أبعادا لسنة التدرج فى أركان الإسلام، بعد الإقرار بالتوحيد.. لقد ذكر الرسول ـ ﷺ ـ " فإن استجابوا " أكثر من مرة عندما أرسل معاذا إلى اليمن، وبذلك علم كيف يكون الانتقال من قضية إلى أخرى.. التدرج فى التعليل بداهة لأنى لا أعرض الصلاة على من لم يؤمن بالله سبحانه وتعالى، فإذا آمن بالله بدأت بما يلى الإيمان وهو أول العبادات.. ثم أجىء بعد ذلك بالزكاة.. فأرى أن هذا ترتيب فى تقديم الأدوية، لكن لابد منها جملة.. ص _١٢٢