الأمراض " لأن الأمراض هنا تشكل نماذج من الأمراض فى القارات كلها، والخالدة فى النفس البشرية على الزمن كله. ص _١٢٣
سنَّة الأجل سنة الأجل قد تكون قريبة من سنة التدرج.. فلكل شىء أجل معلوم، ولا يمكن استعجال الأمور واختصارها قبل الأوان: يقول تعالى :(لكل أمة أجل ) و (لكل أجل كتاب ) و ( ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب). والأمور مرهونة بأوقاتها وعلماء الاجتماع اليوم يقدرون عمر الجيل الذى يكون محلا للتغيير بسنوات محددة، ولعلها من ٢٥ إلى ٣٥ سنة. ولقد نظرت فى الزمن الذى استغرقه نزول الإسلام من قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) إلى قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم )، (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) فوجدتها ٢٣ سنة، هى عمر الدعوة التى أحدثت التغيير، ووضعت أساسا للإنسانية.. ومع ذلك، يغفل بعض الدعاة اليوم عن سنة الأجل، ويغلب عليهم استعجال النتائج دون وضع المقدمات، وكأنهم يتعاملون مع سنة خارقة! الله سبحانه وتعالى، مع أنه يملك كل شىء، ولكنه قال: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) لماذا القدر المعلوم؟ لمصلحة الناس، تمشيا مع حكمة أن العطاء يكون على قدر ما يحتاج إليه الإنسان.. ودائما، لابد من التقدير، فالماء إذا كثر فى الزراعة أماتها، وإذا كثر حول الناس أغرقهم.. لكن لابد من الماء ولابد أن آخذ منه بالقدر الذى أحتاج. كأنى أقصد بالأجل: العمر الذى يقتضى شروطا معينة لنمو الفكرة التى تمهد للتغيير والوصول إلى النتائج المطلوبة؟ ليس الفكرة فقط، وإنما شروط معينة لنفس البشر، ونفس النبات؟ لأن الله قادر على أن يخلق الجنين بدل تسعة أشهر فى تسعة أيام فى يوم واحد، فى لحظة.. وقادر على أن يجعل الحبوب أو " حب الحصيد " كما ذكر، بدل أن يحتاج إلى خمسة أو ستة شهور كما فى القمح، وشهرين أو ثلاثة فى الذرة، كان من الممكن أن يقع ص _١٢٤


الصفحة التالية
Icon