موجودة باستمرار، وإن عدم القضاء عليها دليل على عدم خضوعها للدورات الحضارية والمقاييس الحضارية الأخرى بشكل صارم، ولعل ذلك لأن الأمة المسلمة هى الأمة الخاتمة التى ورثت النبوة، ولأن الإيمان الكامل هو خميرة النهوض وشرطه ولذلك قال ص _١٢٨
تعالى فى أعقاب هزيمة أحد: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) هذا صحيح.. وأنا أؤيد هذا.. وهذه الأمة ـ كما قلت ـ تمرض ولا تموت، والعلل التى تصيبها، يجئ أغلبها من اضطراب الحكم، فالعطب يكون دائما فى القشرة التى تغلف العود وهى الحكم.. فساد الحكم قشرة فى النظام الإسلامى؟ لأن الإسلام ليس حزبا سياسيا، إنما هو مجموعة قيم وتعاليم، قد يكون الحكم حزاما يشد التعاليم، لكن بقيت التعاليم قائمة مع انقطاع الحزام.. ويظهر هذا جليا مع سقوط بغداد، فإن التتار دخلوا فى الإسلام، رغم محاولات أوروبا العصيبة والشديدة فى أن تجر التتار إليها، وأن تجعل منهم حربا صليبية، بل كانت هى فعلا كذلك، وتدرس فى تاريخ أوروبا على أنها حملة تتارية صليبية معا، إلا أن الأندلس حقيقة تعرضت لحملة إبادة تشبه القنبلة الذرية؟ لأن الحقد الصليبى تجمع كله فيما يسمى بمحاكم التفتيش فكانت التصفية الجسدية ـ بتعبير العصر ـ هى الأساس فى محو الإسلام من أسبانيا.. وكان ينبغى على المسلمين أن يأخذوا من هذا عبرة.. والأمر نفسه حدث فى يوغسلافيا. لاشك أن إثارة النزوع القومى وإيقاظ النعرات العرقية والقوميات التعصبية هى محاولة لإلغاء الحسى الإسلامى.. هذا حق.. ويجب الالتفات له. سنة المدافعة سنة المدافعة مأخوذة من قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) هذه السنة الاجتماعية التى تحكم التجمعات البشرية، يلمح


الصفحة التالية
Icon