نبوى. بعض الناس يمكن أن يضع ذلك فى طور الإعجاز أيضا.. الطب ـ كما يقول ابن خلدون أو غيره ـ من المسائل العادية، أو من الصناعات.. والصناعة لا علاقة لها بالعبادة.. وليس القرآن مصدرا لدراسة الطب، وأنه كتاب طب.. وأنكر "الشاطبى" فى كتابه: " الموافقات " الإعجاز العلمى.. وتكلم فى ص _١٤١
هذا، وقال عن الشريعة: إنها أمية! ونقده الشيخ "ابن عاشور" فى تفسيره، وقال: إن هذا الكلام مرفوض.. الشريعة ليست أمية، ولكنها إنسانية وراقية جدا.. يكفينى أنه منذ خمسة عشر قرنا، أن القرآن تكلم عن أبعاد الكون، وقال عن النجوم: (فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) فالمنزل هنا، من غير شك، هو الذى تكلم هذا الكلام.. الآن، أبعاد الكون، والأرقام الفلكية، تعجز الخيال.. أنا اعتبرت أن كون عيسى عليه السلام شفى مريضا، فذلك من الإعجاز.. وكون هذا المريض يشفى بالعلاج بأدوية الآن، فهذا لا يبطل إعجاز عيسى عليه السلام. هذا صحيح.. لكن نحن نقول بأن المعجزة نوعان: معجزة مجردة، مستمرة، ودائمة، وغير مرتبطة بأشخاص الأنبياء.. خالدة مجردة عن حدود الزمان والمكان سيبقى الناس عاجزين عن الإتيان بمثلها حتى يوم القيامة، وهى القرآن.. ومعجزة مجسدة مادية مرتبطة بأشخاص الأنبياء وجدت بوجودهم وانتهت بوفاتهم والرسول عليه الصلاة والسلام له معجزات مادية مثل: الإسراء، نبع الماء.. الخ. ما فى هذا شك.. لكن قصة مثل هزيمة الرومان، وكانت هزيمة ساحقة، فهذا من غير شك تنبؤ يدل على شىء غير عادى.. فالقرآن، دخل فى مجازفة خطيرة، تقول الآية: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) ويحدد: (في بضع سنين لله) ثم يتم مما كان: (ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله) وقد جاءت القصة مع نصر الله للمؤمنين فى بدر، وهذا كشف عن جانب غيبى هو من غير شك معجزة قرآنية، باقية لقيام الساعة.. أن يحدث القرآن عن شىء أنه سيقع قبل أن يتبين أى شىء، فيقع.. فتلك معجزة. ص _١٤٢