وفى آية: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إخبار عن شىء سيقع ووقع فعلا. ويمكن أن نجد فى الأحاديث مثل ذلك: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده " وهذا وقع فعلاً.. و " ستفتحون مصر " وهذا وقع أيضا. أما ما يسمى بالإعجاز العددى، فهو ضرب من السخف يختلف من كاتب لآخر.. أذكر أنى قرأت كتابا لأحد المؤلفين، سماه: " تسعة عشر" من قوله تعالى (عليها تسعة عشر). وذكر المؤلف كلمات كثيرة قال: إنها قائمة على العدد تسعة عشر.. وقال كلاما كثيرا.. من أين هذا؟ هذا نوع من السخف.. ثم إن القول بأن (بسم الله الرحمن الرحيم) تتكون من تسعة عشر حرفا، فهو كلام سخيف أيضا. لأنه لكى نتحايل على هذا اعتبرنا الألف محذوفة وغير موجودة نهائيا! واعتبرنا الحرف المشدد حرفا واحدا، وهذا كلام لا يقال، ففيه كثير من التعسف لقد ألف الرجل جملا كثيرة وجملا مضحكة، يتكون منها العدد تسعة عشر.. ولا يدل هذا على شىء.. هناك جانب آخر من جوانب الإعجاز القرآنى وهو: ذكر بعض الحقائق العلمية للفت نظر الإنسان، ودعوته إلى الملاحظة، والتدبر والاختبار، ووضع الإنسان المسلم فى مناخ علمى، ولم يقرر له علوما معينة، وإنما وضعه فى مناخ علمى لينطلق فى النظر إلى الكون، ويستخدم حواسه. منابع الإيمان عندنا فى ديننا، هى التأمل.. وهذا ما ذكره الدكتور راشد المبارك عندما قال: إن كلمة فكر ليس لها ورود فى أكثر ما وصل إلينا من التراث الجاهلى، ص _١٤٣