القرآنية.. مثل هذا لم يقع إطلاقا فى محيطنا الثقافى " لأن نظرية الأشاعرة فى أن السبب لا يؤثر، وإنما تجئ قدرة الله عند السكين، وأن السكين لا تقطع بنفسها، وأن النار لا تحرق بنفسها.. الخ، هذا الكلام انتشر بين الأشاعرة، وفيه من مواريث اليونان، ص _١٤٦
الكثير.. ذلك أن اليونانيين قالوا بأنه: لا يوجد رباط عقلى بين السبب والمسبب.. لكن السلفيين رفضوا هذا الكلام.. كما رفضه المعتزلة أيضا، على ما أعتقد.. فهذه وجهة نظر لبعض الناس.. لكن أسباب انهيار الحضارة كثيرة.. والذى يهمنى الآن فى ما يسبب تخلف المسلمين.. ممكن نرجع إلى الأسباب التى ذكرناها آنفا.. لكن أولها ـ وهذا هو المعنى الثالث الذى أريد أن أذكره ـ فساد الحكم.. محمد ـ ﷺ ـ الذى عاش فقيرا، حكم باسمه من يريد جمع القناطير المقنطرة من الذهب والفضة! محمد ـ ﷺ ـ الذى ألغى الأنساب، وقال لقومه: " لا يأتينى الناس بأعمالهم وتأتونى بأنسابكم " هو الذى قامت قبيلته بفرض نظام الأنساب، واستغلال الصلة بالأسرة النبوية، أو الأسرة نفسها، فى حكم المسلمين.. ففساد الحكم، كان له دخل هائل.. وليس عند الحاكم مانع فى أن يشغل الناس أنفسهم بالمرويات التافهة، بل يضع لهم من يؤلف لهم "عنترة بن شداد"، و"حمزة البهلوان"، و"ألف ليلة وليلة" حتى ينشغلوا عنه.. وفساد الحكم من أهم أسباب انهيار الحضارة الإسلامية.. ألا تعتقدون هنا: أن إعطاء الحاكم هذا القدر الكبير فى القدرة على التغيير، وعلى التحكم، والتعطيل وما إلى ذلك، يمكن أن يلغى دور الأمة فى قدرتها على التغيير، ويجعلها أسيرة فى يد الحاكم مع أن القرآن يجعل أسباب التخلف ترجع إلى عدة أمور. هذا ما حدث للأسف.. وعندى، كمثال الفقهاء الأربعة.. فقد كانت صلتهم بالحاكم سيئة جدا. وعندما وقع البطش بهم، ما أغنت عنهم الأمة! فابن حنبل رحمه الله عُذب كثيرا، وأبو حنيفة رحمه الله مات فى السجن.. ابن تيمية