للعلماء والمفكرين والفقهاء. ذلك أنى أرى أن عقلاء هذه الأمة يظلمون واحدا بعد الآخر، ويعيشون مشردين. وفى العصر الذى أنا منه الآن، رأيت خيرة قادة الفكر الإسلامى، إما ماتوا مظلومين، أو مضطهدين، أو مضيقا عليهم الخنادق، أو أن ظفروا بعيش هادئ فلأسباب غير عادية، استثنائية، كأن الأساس هو: أن الإنسان ص _١٥٢
طالما كان من فقهاء الإسلام ومفكريه، يضرب حوله نطاق فلا يتصل بأحد ولا يتصل به أحد، أى يجب أن يبقى مقطوع الاتصال بالناس. وإذا حدث أن حاول أن ينطلق هنا وهناك، يعتقل، يسجن.. جمال الدين الأفغانى مثلا، كانت عيشته سيئة، كذلك الشيخ محمد عبده، والكواكبى، وحسن البنا، وسيد قطب، وعبد القادر عودة، وأخرون غيرهم.. كل من رأيت من إخواننا الذين لهم فكر، ويريدون العمل هنا وهناك، لا يعاملون إلا معاملة قطاع الطرق، والأمة مسئولة عن هذا.. وما قيمة أن يقال: إن الناس قلوبهم مع الحسين وسيوفهم مع يزيد ؟! ما يعنينى أن الشعب يحبنى و إذا كان سيتركنى أقتل؟! ص _١٥٣