هذا جانب، حبذا لو أمكن أن نلتقط له بعض مؤشرات من القرآن الكريم بأن الظلم والفرعنة والاستبداد والفسوق الذى هو ثمرة من ثمار الاستبداد السياسى، كان سبب سقوط كثير من الأمم، وكيف انتصر المستضعفون، والأسباب المادية والنفسية التى وراء انتصارهم على قوى الظلم والاستبداد؟
فى اعتقادى أن هناك أمرين:
أولا : أحاديث الفتن التى شاعت بين الناس، فهمت فهما مغلوطا، ولم تشرح الشرح الصحيح.. انضم إليها، أن بعض الذين مشوا مع ظاهر القرآن وظواهر تغيير المنكر، فشلوا كذلك، لأنهم ما استطاعوا أن يكونوا فقهاء أو ساسة يدرسون المعارك التى يخوضونها ضد دولة مستقرة. فكانت فرق الخوارج تخرج بدون وعى، ولأنها تمثل نوعا من مقاومة الظلم، ولكن مقاومة بدائية صبيانية.
أحاديث الفتن أدت إلى اعتزال عدد كبير من الفقهاء لأنهم رأوا خدمة الجماهير عن طريق التربية والتعليم أفضل من الدخول فى مغامرات لا تعرف نتائجها..
هذا كله انتهى إلى الوضع السياسى الذى شكونا منه.
الأمة نفسها، من غير شك مسئولة أمام الله، عن طريق فهمها للإسلام.. لقد استطاع الإسلام أن يدخل الشعوب التى هزمته فى الإسلام مثل التتار وغيرهم.. القصة يمكن أن تكون فيها عدة عناصر. وأنا أرى: أن عدم قدرة الشعب العربى على رسم خطة معقولة وطويلة الأمد ليتخلص من مشكلاته، أضر بالأمة الإسلامية، لأن العرب هم الذين قادوا الإسلام.
ولا أنسى أن هناك عادات جاهلية عند العرب تسربت إلى الحكم الإسلامى وإلى المجتمع الإسلامى نفسه.. فقصة أن المرأة إنسان من الدرجة الثانية، وأنها لا تعامل حتى فيما كفله الشرع كالمواريث، وفيما كفله الله من حق اختيار الزوج، ولا يلتفت إلى وضعها.
لقد غلبت هذه التقاليد على قيم الدين الإسلامى، ولا تزال غالبة عند بعضهم إلى الآن. فبالرغم من أن أمتنا فى عصر نحن نقاتل حتى يستطيع الناس تغيير رأيهم..
ص _١٥٦