فالفاتيكان اليوم يشتغل لحساب أمريكا وأوروبا الغربية ضد روسيا.. وفى اعتقادى أن أهل الدين بحاجة أيضا لأن تكون فيهم رجات داخلية تجعلهم يتحركون من الداخل لإصلاح أنفسهم.. ولعل الأمة الإسلامية كتب لها الخلود؟ لأن حقيقة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا تزال حية فيها… بينما الأمم الأخرى ماتت تماما. فى المجتمع الأوروبى، لا يرى أن الزنا زنا، وأن الربا ربا، وأن الخمر حرام.. فالمسألة طبيعية جدا عندهم بينما المسلمون لا تزال فيهم حساسية غير عادية ضد هذه الأمور. عصمة عموم الأمة الأمة معصومة بمجموعها، ولا يمكن أن تتواطأ على خطأ، وكذب، واستبداد، وظلم، وما إلى ذلك.. فيمكن أن نقول: بأنه وجد خلال فترات التاريخ الإسلامى، وخلال فترات الاستبداد السياسى، من يعلن الحقيقة ويشير إليها، ولو كانت مساحة المعارضة والمواجهة لم تشكل تيارا، فى بعض الفترات إلا أنها تغب بشكل كامل، وكان ذلك مصداقا لحديث الرسول ﷺ بأن الأمة لا تتواطأ على خطأ.. فتبقى شعلة الإضاءة قائمة على مدى العصور من خلال أفراد، أو جماعات أو مجموعات. على امتداد أربعة عشر قرنا، كان هناك مجدد ـ تقريبا ـ أو مجددون كل قرن.. الأمة لم تبق فى الظلام باستمرار دون أن يكون هناك من يذكرها. بل وجد فى كل عصر من وضح أن القافلة تسير بطريقة فيها انحطاط. لكن أين الخطأ بالتحديد؟ بعضهم يقول: إنه سياسى، وبعضهم يقول: إنه اجتماعى، أو تربوى، أوعقائدى.. فهناك شعور بأن القافلة أخطأت، وتصايح بأن أوقفوا الخطأ.. فالمصلحون يختلفون فى تحديد أسباب الخطأ، ولكنهم ـ جميعا ـ يعتقدون أن الإسلام هو الدين المعصوم، وأن الحقائق فيه، وأن الأمة نفسها تشعر بأنها مسيئة، وأن الحاكم منحرف. أى كونهم استطاعوا أن يحتفظوا بنفسية الأمة بهذا الموقف ـ الموقف النفسى على الأقل، إن لم نستطع القول بأنه امتد إلى الموقف العملى ـ فيمكن أن يكون لونا من تواصل الحق. بل أيضا فيه حس عام؟