لأن بعض علماء السلطة لا دين لهم، وأن الذين مشوا مع الموكب المعوج وطبلوا له، هم كلاب جهنم.. وإن لم يكن لهم تأثير واضح فى الأمة، ص _١٦٠
بينما ظل العلماء الشعبيون هم الذين يقودون الجماهير، فلو مات الحاكم الظالم، وربما قتل، ما أحس به أحد، لكن عندما يموت أحمد بن حنبل، تخرج بغداد كلها حتى لتكاد تعطل صلاة الجماعة.. فهذا مما يدل أيضا على أن الأمة معصومة بمجموعها، وأن المجددين فيها يتحركون باستمرار. ولكن نوعا من المقاومة التى تأبى أجهزة المناعة فى الجسم أنها تموت، فى انتظار لحظة الصحة والعافية. فهم متميز للخطاب القرآنى لقد أدرك بعض العلماء، كابن تيمية رحمه الله، جوانب متميزة من التعامل مع القرآن، الأمر الذى يمكن أن يشكل منهجا لا يزال غائبا عن الواقع الإسلامى حتى اليوم.. فعندما تعامل مع العصر من خلال رؤية قرآنية، رأى مثلا فى آية: " إن خير من استأجرت القوي الأمين ) أن صفة القوة عند عدم القدرة على الجمع بينها وبين صفة الأمانة فى شخص واحد، هى ألزم للقيادة العسكرية، وأن صفة الأمانة عند عدم إمكانية الجمع بينها وبين القوة فى شخص واحد كذلك، هى ألزم للأعمال المالية.. وهكذا نرى كثيرا من اجتهاداته وفهمه: وفى الطلاق مثلا، فى قوله تعالى: ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) وقع الثلاث واحدة، ولم يوقع الطلاق القسمى.. وهكذا.. وهناك موقفه من التتار المخمورين.. لم يكن الفقه عنده يعنى الحكم التشريعى والنظرة الجزئية بمقدار ما كان يعنى الفهم العام وإدراك المقصد والتحقق بالرؤية القرآنية الشاملة.. حبذا لو أعطيتمونا نماذج قرآنية لذلك؟ ابن تيمية ـ بلا ريب ـ من شيوخ الإسلام الأكابر.. وقد قاتل فى جميع الميادين التى فتحتها القوى المعادية للإسلام ضد الإسلام، وكان فيها صلبا وقويا.. وقد لاحظت مثلا، أن رأيه فى الشورى هو آخر ما وصلت إليه الديمقراطية الغربية، لأنه رأى أن اجتماع المسلمين فى سقيفة بنى


الصفحة التالية
Icon